‏إظهار الرسائل ذات التسميات العامة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العامة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 11 يناير 2015

قارئ الجنان




السلام عليكم

بعد مرور عام على وفاة شيخنا الحافظ رحمه الله تعالى اقام علماء الانبار حفلا تأبينيا بهذه المناسبة وللاسف لم استطع تسجيل الحفل او الحصول عليه 
ولكن ...
مما جلب انتباهي ونزلت دموعي له هي كلمة احد العلماء ادرجها لكم بتصرف لاني لا احفظها نصا ويشهد الله تعالى اني صادق في نقلها

قال هذا الشيخ رأيت فيما يرى النائم الشيخ فلان وكاننا في الجنة واثناء حديثنا وتجوالنا سمعت صوت تلاوة للقران الكريم فسالت الشيخ اليس هذا بصوت الحافظ خليل قال نعم انه هو .... فقد صدر امر بتعيينه قارئا عاما في جميع الجنان .
رحمك الله يا شيخنا وفي جنان الخلد يا سيد القراء .

الخميس، 4 ديسمبر 2014

شيخ التلاوة البغدادية

شيخ التلاوة البغدادية الحافظ خليل اسماعيل العمر





أكرم المشهداني


تميّز التلاوة البغدادية عما سواها
اذا ذكرت مدارس التلاوة القرآنية، ذكرت الطريقة البغدادية في طليعة القراءات واكثرها انسجاما مع التراث النغمي العربي، واكثرها حفاظا على التنوع المقامي واصوله التي درج عليها مؤدوه. وقد حافظت الطريقة البغدادية على ما توارثته عبر أجيال من القراء حتى العصر الحاضر وشيوع مدارس اخرى، كالطريقة المصرية التي وجدت لها في العراق مستمعين كثيرين لشيوع استخدام الراديو وزيارات القراء المصريين للعراق.
أبرز رواد الطريقة البغدادية
إلا أن الطريقة البغدادية استقرت في ذاكرة بغداد ووجدانها. وحفظ تراث الرواد من اعلامها وتتناقله الاجيال بكل إجلال واعجاب. وبرزت اسماء كبيرة كالملا عثمان الموصلي وجاسم السلامة والحافظ مهدي العزاوي وملا خماس وعبد الفتاح معروف ومحمود عبد الوهاب وعبد القادر الخطيب وعبد الستار الطيار وعبد المنعم ابو السعد وحيدر الجوادي وعلي حسن داود وقصي ابو السعد وعبد المعز شاكر ومحي الدين بن عبدالقادر الخطيب وعلاء القيسي وغيرهم ممن خانتنا الذاكرة بذكرهم جميعاً.
 الحافظ خليل اسماعيل يبزُّ الجميع
ويبقى الحافظ خليل اسماعيل شيخ الطريقة البغدادية والمثل الاعلى في ادائها، ومن محاسن الايام ان يحفظ تراث هذا الرجل في صدور محبيه وفي آلات ووسائل الحفظ الحديثة ليبقى ثروة قرائية وفنية للاجيال التالية.
الفرق بين مدارس القراءة  (القراءات السبع أو العشر)  ومدارس التلاوة
أجمع العلماء على أن القرآن الكريم نُقل إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم بروايات متواترة، ووضع العلماء لذلك علماً لضبط تلك الروايات اصطلحوا عليه بعلم "القراءات القرآنية".
وإن القراءة القرآنية الصحيحة هي القراءة التي نقلت إلينا بسند متواتر، ووافقت الرسم العثماني (مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه) ووافقت وجهاً من وجوه اللغة العربية الصحيحة.
وبعد توزيع المصاحف في مختلف الأمصار في عهد سيدنا عثمان وما نتج عن ذلك من نشاط في الكتابة والأداء، نشأت مدارس في الإقراء ارتكزت كل منها على بعض القراء من الصحابة، معتمدة على المصحف الذي أرسل إليها "إماما" في تثبيت النص القرآني؛ فبرزت للوجود مدارس في القراءات في مختلف تلك الأمصار، وهكذا برزت مدرسة الحجاز وكان من أبرز روادها أبي بن كعب وزيد بن ثابت، ومدرسة الشام وعلى رأسها أبو الدرداء، ومدرسة البصرة، ثم مدرسة الكوفة.. 
تطورت هذه المدارس بعد بروز قرائها الكبار، فلمع في جيل تابعي التابعين الأئمة القراء الذين تنسب إليهم القراءات السبع الشهيرة المتواترة التي أجمعت الأمة على صحة قراءة القرآن الكريم بها.
ومدارس القراءات القرآنية المتواترة (سبع) وقيل (عشر)، من أشهرها قراءة رواية (ورش عن نافع) و (حفص عن عاصم) وغيرها.
أما مدارس التلاوة القرآنية، فهي مدارس في الأداء الإقرائي والنغمي، وقد تعددّت مدارس التلاوة القرآنية في العالم الإسلامي، بين مدرسة مصرية، وأخرى سودانية، وأخرى شمال أفريقية، ومدارس أخرى أخذت أسمائها من طريقة الترتيل، أو من أفرع القراءات القرآنية المشهورة. 
المقام العراقي وصلته  بالتلاوة العراقية
تتأثر التلاوة البغدادية بالمقام العراقي، بشكل واضح، فرواد التلاوة البغدادية (وفي مقدمتهم الشيخ الحافظ اسماعيل) يتقنون المقام العراقي كالحويزاوي والجاركاه والزنكان والمخالف والخنبات والشطراوي والعنيسي والمصلاوي والخابوري والمثنوي وسواها. 
زار الموسيقار العربي  سامي الشوا   بغداد، وهو مسيحي قبطي، والتقى برواد المقام  )محمد القبنجي ورشيد القندرجي وسلمان الكفةجي وجميل بغدادي( واستمع للتلاوة البغدادية أعجب بها أيما إعجاب وأكد على ضرورة المحافظة على القراءة العراقية لأنها متميزة ولأنها تقوم على المقام العراقي.
سيرة الحافظ خليل شيخ قراء العراق
الحافظ خليل من مواليد بغداد الكرخ محلة سوق حمادة عام 1920، ولما بلغ صباه وهو في زهرة شبابه اليافع حفظ القرآن الكريم باتقان وتجويد كبيرين، تتلمذ على يد الملا محمد ذويب الذي كان امام مسجد السويدي القريب من مسكنه (محلة خضر الياس) كما تعلم واتقن علوم التلاوة والتجويد كما اشرف عليه واحتضنه الملا جاسم سلامة كثيراً لذكائه الخلاق والاخذ بتوجيهاته السديدة. وتعلم التجويد على يد جاسم السلامة النجدي في السنوات1932-1937، وبعدها دخل المدرسة الدينية في جامع نائلة خاتون في الحيدرخانة، وكانت بادارة الشيخ قاسم القيسي ثم الشيخ نجم الدين الواعظ . وتخرج فيها عام 1943 ثم دخلها ثانية وتخرج عام 1952 وكان متفوقا على اقرانه. ومن ذكرياته فيها ان الواعظ كان يحب ان يسمع منه مقام الخلوتي من الماهوري والمخالف والبهيرزاوي.
 الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً وجلالاً!!
في عام 1937 عُيّن في جامع السراي المقابل للقشلة، كما شغل رئاسة محفل القراء في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان ثم انتقل الى جوامع اخرى منها الشيخ صندل وجامع حنّان وجامع عمر السهروردي، وكان آخرها جامع الحاج محمود البنية قارئا ومدرسا للتلاوة، وكان الكثير من المعجبين بصوته وطريقته يحضرون الى هذه الجوامع للاستماع اليه وتسجيل ما يقرأه.


جامع الإمام الأعظم أبا حنيفة النعمان

وقد ذكر انه قرأ بنغم ومقام الزنكران، ولم يجرؤ احد من القراء على ذلك لصعوبته، لكنه قرأه باتقان كبير. وكثيرا ما كان يردد الحديث النبوي: زينوا القرأن باصواتكم فأن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا .
 دخوله الإذاعة 1941
عام 1941 ذهب الحافظ خليل الى دار الاذاعة بالصالحية، وكان مديرها فائق  السامرائي وسكرتيره سلمان الصفواني، فاشارا عليه أن يقوم الحاج محمود عبد الوهاب بإختباره، فرفض الحافظ خليل، لأنه يعرف قيمة نفسه وخبرته، لكن أعضاء اللجنة سمعوا الحافظ خليل بعد فترة وهو يقرأ في جامع الشيخ صندل بالكرخ، فقبلوه بسرعة، وكانت أول تلاوة له على الهواء يوم 9 تشرين الثاني 1941 واول مذيع قدمه هو حامد محمود الهاشمي وتلا فيها سورة المؤمن، حيث كان البث على الهواء مباشرة. ثم بدأ يتلو مع عبد الستار الطيار والحافظ صلاح الدين. 
وفي عام 1942 وجه الاستاذ الكبير نشأت السنوي دعوة الى دار الاذاعة يدعوهم فيها الى الرعاية والعناية بالمقرئين في دار الاذاعة والى توجيه الدعوة لجميع المقرئين في الاذاعة للحضور الى ديوان مديرية الاوقاف لاجراء الاختبار والامتحان لمن يستحق ان يلقب بلقب الحافظ لأن كلمة الحافظ تعني معرفته لعلوم القرآن الكريم. وفاز بها الشيخ الحافظ خليل اسماعيل.
وفي عام 1943 سجلت له اذاعة لندن العربية بعض التسجيلات اخذت تذيعها الى يومنا هذا.
وقد وصفه الاستاذ الكبير المرحوم محمد القبانجي بانه بستان الانغام العراقية البغدادية الاصيلة، وفي عام 1951م عندما زار العراق شيخ المقرئين عبد الفتاح الشعشاعي قال في حقه "اني لم اطرب ولم اسمع بمثل الشيخ الحافظ خليل اسماعيل"، وفي عام 1961م سافر الى القدس وقرا القران في الحرم القدسي الشريف فنال اعجاب المستمعين هناك، وفي عام 1979م وبدعوة من وزارة الاوقاف العراقية سافر الى الكويت لقراءة القران الكريم خلال شهر رمضان المبارك.
كانت له (رحمه الله) صفات جميلة كثيرة منها انه كان لا يقرأ القرآن إلا متوضئاً ومستقبلا القبلة، وكان دقيقا في مواعيده انيقا في مظهره وملبسه يهتم كثيرا بعمامته التي كان يلفها بنفسه بشكل دقيق وجميل، وكان رحمه الله منضبطا في تصرفاته مع الآخرين صريحا في اقواله ولايجامل احداً في الحق.
وفي عام 1966  اكمل تسجيل قراءة القران الكريم المرتل بنفسه دون الاستعانة باحد، وكان رحمه الله  يراجع القران الكريم كثيرا في حياته وفي ايامه الاخيرة وحتى في مرض موته بل كان يراجع القران ويقرؤه في سكرات موته رحمه الله تعالى.
ذكرياتي مع الشيخ الحافظ خليل اسماعيل (أبو مهند(
من محاسن ذكرياتي معه أنني تعرفت على الحافظ خليل اسماعيل بداية الستينات، وكنت طالبا بالمتوسطة، من خلال مسجد المنطقة ، مسجد الحاج نايف بالرحمانية ومن ثم مسجد المدلل بالعطيفية، وكذلك زياراتي له في بيته بالرحمانية والعطيفية،  وكان يكلفنا، ونحن صغار بالعمر، أن نستمع لتلاوته ونقارنها بالمصحف لأنه دائم التثبت من صحة حفظه.
ولم أسمع له في حياتي خطأ أو سهواً في تلاوة. 
كان أبا مهند،  ومهند كسر ظهر الحافظ خليل، كما يقال، لأنه ولده المحبب، وصار ضابطا بالجيش العراقي لكنه اسر في الحرب الايرانية العراقية بالثمانينات، كان يحدثنا ويؤكد ان الطريقة العراقية تخضع لمذهب حفص ابو عمرو بن سليمان من القراءات السبع المجمع عليها، وقد عاش حفص في البصرة واتصل بالخليل بن احمد الفراهيدي ثم نزل ببغداد وقرأ بها...
واكد ان العراقيين يعشقون هذه الطريقة ولايفضلون غيرها، ومن الطريف ان الملا عثمان الموصلي قرأ بالقراءات السبع لمعرفة ردود افعال مستمعيه، فوجد انهم لايستسيغون غير طريقة حفص التي درج عليها القراء منذ القدم. 
شَرّفني بتلاوة القرآن الكريم في مجلس الفاتحة على روح والدتي عام 1982 ومن بعدها فاتحة والدي عام 1990 يرحمهم الله جميعاً، وكنت أتكفل بنقله بسيارتي من داره بالعطيفية إلى قاعة الفاتحة بالتربية الاسلامية بسوق الجديد وإعادته.
موقف الحافظ  خليل من القراءة بالمواليد
لم يدخل الحافظ خليل غمار (المواليد) فهو يرى أنها (صنعة متعبة) واحيانا تستهلك القاريء على الرغم من وجود الكثير من اللمحات الفنية والتراثية الجميلة فيها، وكان المتميز فيها هو الحافظ عبدالستار الطيار وملا خماس وملا طه الشيخلي.
ومن الطريف انه كان يقول ان (المواليد) هي من شغل صوب الرصافة واهل باب الشيخ بالذات.
 ويعترف الحافظ خليل أنه حاول مرة قراءة (المواليد) في جامع ثريا بالكرخ واجاد فيها ولكنه لم يعد لذلك أبداً.
الشعشاعي يطرب لصوت الحافظ خليل
في عام 1951 زار شيخ المقرئين عبد الفتاح الشعشاعي العراق واستمع لتلاوة الحافظ خليل، وقال بحقه (اني لم اطرب ولم اكن اسمع مثل الشيخ المقرئ الحافظ خليل)، وهذا التصريح مثبت في الصحف البغدادية التي نشرت هذا القول للشيخ الشعشاعي.
وفي عام 1961 سافر الحافظ خليل الى القدس الشريف، وقد قرأ في حرم القدس الشريف ونال اعجاب المستمعين هناك.
وطيلة الخمسينات كان الحافظ خليل يرأس المحفل القرآني بأبي حنيفة وكان الملك يحضر صلاة العيدين هناك ويستمع لصوت الحافظ خليل في ايام مجده وعزّه.
قصة ظريفة للحافظ  خليل مع عبدالباسط عبدالصمد
أواسط الستينات كانت الحكومة العراقية تقوم باستقدام عدد من قراء القرآن الكريم المشهورين في الدول العربية للحضور الى العراق خلال شهر رمضان المبارك، ويقدمون تلاوات في المساجد وكذلك تسجل  لهم الاذاعة والتلفزيون.
وكان أن سمع الحافظ خليل تصريحا للشيخ عبدالباسط عبدالصمد وهو يسأله المذيع: رأيك بالقراء العراقيين هل استمعت لهم ومن أعجبك منهم؟ إلا أن عبدالباسط بزهوه أجاب على سؤال المذيع: (لا والله ما في!!)، فما كان من الحافظ خليل إلا أن يركب التاكسي إلى فندق بغداد بالسعدون حيث يقيم عبدالباسط ليقابله هناك، ويسمعه (نقداً أدبياً) لم ينساه عبدالباسط لسنوات طوال.. يرحمهما الله.
في عام 1979 وجهت له دعوة من وزارة الاوقاف العراقية للسفر الى الكويت لتلاوة القرآن الكريم خلال شهر رمضان، وهناك أجريت له مقابلات تلفزيونية وصحفية كثيرة وكان المقرئ الوحيد الذي مثَّل العراق أحسن تمثيل ونال استحسان كل من معه هناك لأن القراءة العراقية ذات شجن في عالم التلاوة القرآنية.
الحافظ خليل في ذمة الله
في عام 2000 اشتد عليه المرض ، فأدخل دار التمريض الخاص في مدينة الطب ببغداد يوم 23/1/2000، واجريت له عملية غسل الكلية، غير ان هذه  العملية تكررت لمرات عديدة، فأتعبته كثيرا حتى وافاه الاجل المحتوم ظهر الاربعاء  5/7/2000 فشيِّع تشييعاً مهيباً من جامع المدلل في منطقة العطيفية القريب من بيته الى مقبرة الكرخ العامة، يتقدمه اصحاب الفضيلة العلماء والاحباب والكتاب والشعراء ولفيف من المقرئين وجمع غفير من المواطنين الذين أتوا ليشاركوا مصابهم الاليم واقيم مجلس العزاء على روحه الطاهرة من قبل اسرته في جامع عادلة خاتون في بغداد...

إعادة جمع وتوثيق تراثه الأقرائي

إعادة جمع وتوثيق تراثه الأقرائي

بقلم الشيخ وليد خالد اسماعيل العمر

لقد إنصب إهتمامي بعد وفاة عمي المرحوم فضيلة الشيخ الحافظ خليل إسماعيل على إعادة جمع وتوثيق تراثه الأقرائي الذي كان موجودآ قسم منه على رفوف مكتبتي اﻷذاعة والتلفزيون العراقيتان وعند القائمين على إدارة المساجد التي قرأ بها والذين سجلوا ووثقوا تلاواته في تلك الجوامع والمساجد من جمهوره الكثر الذين أحبوه وعشقوا صوته وهم حقيقة متوزعين في بغداد وجميع المحافظات بل ويشمل ذلك قراءآت وتلاوات الحافظ خليل الموجودة لدى الدول العربية التي زارها وبالتحديد إذاعاتها التي سجلت له ومساجدها وفي بيوتات الناس الذين أستضافوه وكل مكان قرأ وجود فيه وهذا طبعآ من الصعب حصره وخاصة أن تقنيات التسجيل الحديثة لم تكن متوفرة كما نشهدها اليوم ، ومن ضمن تراثه الذي تركه عمي تسجيلاته الكثيرة الهائلة والتي سجل هو بنفسه القسم اﻷعظم منها وما كان يهدى له في حياته من مختلف الجهات المختلفة وكان هذا يجري في أستديو خاص به في بيته رحمه الله تعالى ، كما تفرقت تسجيلات كثيرة لايمكن عدها عند الناس قرأها في مجالس متنوعة وأحب أن أذكر مرة أخرى بأن تأخر دخول التقنيات الحديثة قد أضاعت علينآ تراثآ سمعيآ وبصريآ هائﻵ وكبيرآ لايمكن أن يعوض أبدآ وذهبت جهود المبدعين ولكافة الفنون المتنوعة الى ضياع ولم يوثق منها إلا ماندر ، ومن ضمن ماذهب الى عالم النسيان جميع التراث اﻷقرائي للذين سبقوا الحافظ خليل وبعضأ من تلاواته هو ، والحمد لله وله المنة والفضل عاش عمي الحافظ خليل الى زمن مابعد دخول الأذاعة والتلفزة وكافة اﻷجهزة السمعية والبصرية وليسجل أرشيفآ ضخمآ يضاف لتراث وتاريخ هذا البلد ولتنهل اﻷجيال المتتابعة ذكرى مبدع مر على هذه اﻷرض المباركة الطيبة . وبعد رحيل عمي الحافظ خليل إسماعيل والفراغ الذي تركه القراء الرواد العمالقة ومامر من أحداث جسام وخشيتي من ضياع البصمة المميزة لعمي في التطور الواضح الملامح الذي أحدثه في الطريقة اﻷقرائية العراقية الحديثة التي كان هو بحق من وضع أسسها والمعترف به أنه الذي أخرجها من قوالبها القديمة ، لكل هذا توكلت على الله تعالى وقررت البدء بأعادة جمع تراث عمي لعلي أنجح في مسعاي والمتضمن أيضآ كتابة رحلة حياته في هذه الدنيا ومسيرته وخدمته لكتاب الله وتلاوته وتحصيل العلوم الشرعية والذي أمتد ل 70 عامآ قضاها في هذا الدرب ، وكان لتظافر جهود بعض اﻷخوة واﻷصدقاء معي الدور الكبير في العثور على كمية لا يستهان بها من التسجيلات اﻷذاعية والمحفلية للحافظ خليل ، وتسجيلات خاصة كان المرحوم إبن عمي ( مهنى ) قد أهداها لي قبل وفاته مع بعض المقتنيات التي تضمنت جهاز التسجيل الخاص بعمي والذي قام رحمه الله تعالى بتسجيل المصحف المرتل الكامل عليه ، وفي هذه الصورة أقوم بالعمل على تفريغ محتويات الأشرطة القديمة من التلاوات والتي حصلت عليها مع هذا الجهاز . 
ومن هنا أجد الفرصة للدعوة لأخوتي وأصدقائي جمهور ومحبي قراء المدرسة العراقية الزاهرة وشيخ مشايخها الحافظ خليل إسماعيل ممن لديهم تسجيلات خاصة أو نادرة لهذا الرجل العالم تزويدي بنسخة منها لغرض توثيقها في ( أرشيف الحافظ خليل ) وسيكون هذا ولا أبالغ أنه عمل وطني بمعنى الكلمه ، أفلا يكون كذلك وهو لخدمة تاريخ وتراث هذا البلد الذي صنعه هؤلاء الرجال وطرزوه بأحرف من نور ، وأجد شكري وتقديري لكل من ساندني بجهودهم المضنية في بحثهم معي ومنذ سنين وهم بحق الجنود الأبطال المجهولين وسأذكر أسمائهم بعد اﻷستئذان منهم في منشور لاحق وأحتسب الى الله تعالى أن يكون أجر من أعانني وسوف يعاونني في ميزان حسناته وصالح عمله إنه سميع مجيب الدعوات .


الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

الحافظ خليل إسماعيل..أكثر القارئين إتقانًا في العراق




ينشأ الحافظ خليل إسماعيل منصرفًا إلى تعلم وإتقان علوم القرآن في مجال التلاوة وقواعدها وأنماطها، حتى صار على مقربة تمامًا من امتلاكه لناصية الاقتدار من فن التلاوة حتى دخل الإذاعة العراقية في العام 1941م ؛ حيث اعتمد فيها قارئًا مجيدًا للقرآن الكريم.
يمكن القول أنه بدخول الحافظ خليل إسماعيل دار الإذاعة العراقية، تغيرت معايير التجديد لدرجات القراء العراقيين المعتمدين في دار الإذاعة العراقية، وصارت هذه المعايير تقترن تمامًا بالدرجة التي يملكها القارئ الحافظ خليل إسماعيل، وعندما ظهر الحافظ إسماعيل كانت التلاوة البغدادية تضم في جنباتها قارئًا كبيرًا هو الحافظ مهدي، وقارئًا أصوليًا هو الحاج محمود عبد الوهاب، وقارئًا شديدًا في محافظته على تقاليد التلاوة في ابتعادها عن مذهب التغني هو الشيخ عبد القادر الخطيب، ومقرئًا يتطلع إلى فن المزاوجة المدرسية لفنون التلاوات هو الحافظ صلاح الدين.
وفي خضم هذه الأصوات نبع صوت الحافظ خليل إسماعيل قارئًا متمكنًا، متفننًا، عارفًا بأسرار التلاوة، منقطعًا إلى قواعدها الثرية، سابحًا في فيض من الابداع الترتيلي والتجويدي والإقرائي، ومنذ سبعة وخمسين عامًا لم يكن هناك عهد للإذاعة العراقية بهذا الظرف الذي حظت به عندما سمعت صوت خليل إسماعيل لأول مرة يتلو القرآن من دار الإذاعة، حيث انسابت النبرات الموسيقية الدقيقة الدافئة، تمد من حنجرته المتدبرة، ولم يكن الحافظ خليل إسماعيل قارئًا مجودًا للقرآن فحسب، بل كان في واقع الحال إنسانًا اختصته العناية الإلهية بتلاوة القرآن كأنما كانت مهمته في الأساس هي تلاوة القرآن مرتلاً إياه على الأسماع ترتيلاً متقنًا، هادئًا، دافئًا عارضًا عليهم معانيه وألفاظه المُعجزة، فإذا تلا آية من آيات الثواب والرحمة والمغفرة، سرت في صوته رعشة الاستبشار كأنه يلمس الرحمة ذاتها، رحمة رب السموات، وإذا مر قارئًا بآية من آيات العقاب والعذاب، سرت في أوتار صوته رجفة طويلة في داخلها خشية ؛ بل إن دموع قلبه المتحزن تجري في نبرات صوته، فتلاوته تستقطر حزنًا دامعًا، باكيًا، ووجدانه وقد امتلأ بهذه الآية الكريمة : ( إذا 
تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدًا وبكيًا )(مريم/58)، وهو يتمثل أيضًا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن نزل بحزن فاقرأوه بحزن، ومن حسن حظ اسماع عصرنا أن جلس بينهم هذا الحافظ الفنان، لكي يتدبر تلاوة القرآن، حيث امتلك مزايا التلاوة الكاملة، وهي جمال الصوت واكتماله، وحلاوة الأداء وعمق الإحساس.
تمتع الحافظ خليل إسماعيل بجمال صوتي واتساع مساحته وقدرته على التصرف في الأنغام، وقيل ما قيل عن هذا القارئ من قبل حساده، من أنه قارئ حسن الصوت،ولكنه ليس قارئًا مثاليًا للقرآن لأن القارئ المثالي يعتني كل الاعتناء بإبانة الحروف والكلمات وتمييز بعضها عن البعض وإظهار التشديدات وإتمام الحركات، لكن الحقيقة أن خليل إسماعيل يمتلك كل ذلك وفوق ذلك أيضًا من ترقيق في موضع الترقيق، وتفخيم في اللفظ في موقع التفخيم، وقصر ما يجب قصره، ومد ما يجب مده، والوقوف على ما يصح الوقوف عليه، لا تعليق الوقوف على ما يختاره القارئ من وقفات تطابق سير الألحان والأنغام ولا تطابق صحة التلاوة وسلامتها الفنية والقواعدية، ولم يكن غريبًا على هذا القارئ الممتاز أن يكون صوته هو الوعاء الحافظ لألوان الأنغام العراقية، ذلك الذي أهلّه فعلاً لأن يجلس على عرش التلاوة العراقية بلا منازع بامتداد صوته وتمتع هذا الصوت بدرجات موسيقية سليمة من أخفض طبقة في قرار الصوت إلى أعلى طبقة في جوابه، ولم يكن من السهل أن تبقى تلاوة الحافظ خليل إسماعيل أسيرة صوته ؛ بل سرعان ما ظهرت طبقة من الأصوات العراقية الجديدة بعد عصر الأصوات الكبيرة تلك 
التي تدين بالولاء لطريقة وأسلوب الحافظ خليل إسماعيل، ويمكن القول أن سحر تلاوته قد أثر تمامًا على عصره كله، فلم يكن من السهل أن يظهر قارئ يقترب من فئة الكبير والممتع والعميق.
وعلى الرغم من أن السنين قد فعلت ما فعلت بصوت الحافظ خليل إسماعيل كما هي شأنها في الفعل بكل الأصوات التي مرت على أسماعنا، فإن هذا القارئ الذي يعرف أسرار التلاوة البغدادية معرفة جيدة، قد غلظ صوته وكثرت فيه التقطيعات،لكنه بقى في الميدان وحده فقد خلا فن التلاوة (صوتًا وأداء) إلا منه، وتعثر فن التلاوة إلا منه، إنه بلا جدال الجالس الدائم على عرش التلاوة البغدادية.


الشبكة الإسلامية /بتصرف

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

قصيدة رثاء





وقد رثاه الدكتور رشيد العبيدي بقصيدة قال فيها:
خلفت قالاً في الجموع وقيــــــــلا لما رحلت ولم تعـــد بديــــــــــلا
اني لاشهد ان بفقدك قد هــــــــوى جبل اناف على صحابك طــــولا
فبكتك مدرسة اقمت صروحــــــها فاذا رحلت فمن يقود الجيــــــلا
ياسيد القراء من نشد الهــــــــدى بقراءة فقد اصطفاك (خلـيـــلا)
حبرتــــه (كالاشعري) تغنيــــــاً ونضدت حُسن ادائه ترتيــــــــلا
والى (ابن ام العبد) شدت سبيله بتلاوة سمعت هدى واصــــــولا
وضربت اطناب الشموخ (لعاصم) وجعلت ماتتلو عليـــه دليـــــــلا
لو ان (سبعتهم) دروا بك مبدعاً عدلوا اليك (بسبعتهم)عـــدولا
تبعوا خطاك لتستقيم لحونـــــــهم وانرت كيما يهتدوا قنديــــــــــلا
واعدت في العشرين ما قد امتعوا قدماً فعادوا جملة وتفصيــــــــلا
زاوجت في نهجين حلـو تنغــــــم وفصاحة تحكي القرون الأولــى
بتلاوة القرآن زنت قلوبنـــــــــــا وبحلو صوتك زدنا تبتيـــــــــــلا
وبنطق حرف الضاد ملت بنـا إلى من لقن القرآن والتنزيــــــــــــلا
ياحافظاً لفظ الكتاب وواعيـــــــــاً درر المعاني فُصلت تفصيـــــــلا
من بعد (مهدي) و(محمود)علت نغمات صوتك انجـــداً وسهــولا
وتركت في (عبد المعز) ملامحاً ليظل حسن ادائه موصـــــــــولا
وكذا القرون إذا تتباع اهلهـــــــا يمضي القبيل ويستضيف قبيــلا
أأبا المهنا لا ارى لك مسكنـــــــاً الا الجنان بما قرأت مقيــــــــــلا
اهنأ بمنزلك الذي قد خصـــــــــه رب الكتاب لكي تكون نزيـــــــلا
فعلى ضريحك وابل من رحمـــة يا سابقاً نحو الجنان سبيــــــــلا
ياحافظ القرآن يشهي لفظـــــــه فأواره في السامعين جميـــــــلا
لما اشتهيت الحفظ قلت مؤرخاً وشهيت حفظك يا ابن إسماعيلا



مهدي – هو الحافظ مهدي العزاوي.

محمود – هو الشيخ الحاج محمود عبد الوهاب.
عبد المعز – هو الشيخ القاريء المبدع عبد المعز شاكر.

تعريف بالحافظ رحمه الله تعالى

هو الشيخ المرحوم الحافظ خليل إسماعيل عمر الجبوري قارئ القران والمجود والتراث ألمقامي العراقي الأصيل وشيخ القراء وعملاق القراءة العراقية
بداية حياته
ولد الشيخ المقرئ الحافظ خليل إسماعيل العُمر في سنة (1920م) في مدينة بغداد جانب الكرخ وفي محلة سوق حمادة ومن أبوين مسلمين عربيين عراقيين ومن عائلة دينية معروفة بتقواها وتقاليدها الإسلامية، ولما بلغ صباه وهو في زهرة شبابه اليافع حفظ القرآن الكريم بإتقان وتجويد كبيرين، تتلمذ على يد الملا محمد ذويب الذي كان إمام مسجد السويدي القريب من مسكنه (محلة خضر الياس) كما تعلم وأتقن علوم التلاوة والتجويد كما اشرف عليه واحتضنه الملا جاسم سلامة كثيراً لذكائه الخلاق والأخذ بتوجيهاته السديدة. وكذلك درس على يد الملا رشيد تم الملا عبد الله عمر ثم الملا إبراهيم العلي ثم عواد العبدلي وقد كانوا من كبار القراء.
دراسته
وعند بلوغه سن الثالثة عشرة من عمره دخل المدرسة العلمية الدينية في جامع نائلة خاتون والتي كانت وقتذاك بإدارة الحاج نجم الدين الواعظ والشيخ قاسم القيسي رحمهما الله. وقد اختصت هذه المدرسة بتعليم أصول الفقه والحديث والتفسير والعقائد وقراءة القران وقد تخرج فيها سنة 1943 للمرة الأولى ودخلها ثانية سنة 1944 وتخرج فيها سنة 1953 م ونال الشهادة الدينية وكان الأول على اقرأنه. تأثر الشيخ حافظ إسماعيل بالملا جاسم محمد سلامه الذي كان مدرسا بارعا لجميع القراء ومنهم عبد الفتاح معروف.
مقرئ الإذاعة الأول
وفي سنة (1937م) عين الشيخ المقرئ الحافظ خليل إسماعيل في جامع السراي وشغل رئاسة محفل القراء في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان واخذ ينتقل إلى عدة جوامع منها جامع الشيخ صندل وجامع شهاب الدين السهروردي وكان آخر المطاف في جامع البنية وفي مدرسة نائلة خاتون الدينية مقرئاً ومتعلماً في آن واحد وفي تلك السنة التي كان يشرف عليها فضيلة العلامة نجم الدين الواعظ حيث كان له مرشداً ومعلماً ومربياً وموجهاً وكان يتلقى دروساً يومية ومنظمة في النحو والصرف والتجويد وكان له الفضل الأكبر لمسيرة الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ خليل إسماعيل في شهرته وسمعته في عالم التلاوة والتجويد. وفي سنة (1941م) تقدم الشيخ المقرئ المرحوم خليل إسماعيل ليكون مقرئاً في دار الإذاعة- حيث أختبر مقرئاً في دار الإذاعة وكانت أول تلاوة له في يوم11 - 9 - 1941م وكانت من سورة المؤمنون، حيث كان البث في دار الإذاعة على الهواء مباشرة.
وصف قراءته
كانت قراءته تصويرية تؤثر بالسامعين والسبب في ذلك قوله : انني عندما اقرا القران الكريم اجعل امامي قول النبي (زينو القران باصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القران حسنا) : وقوله  : (من لم يتغن بالقران فليس منا). وقوله : (ما اذن الله لشيء ما اذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقران الكريم يجهر به). وكان هذا من الأسباب التي تشجعه على القراءة وفق الأنغام المقامية البغدادية الاصيلة. وكان ذلك الحاج نجم الدين الواعظ الله يشجعه ويحب ان يسمع منه مقام الخلوتي من الماهوري والحويزاوي والمخالف والبهيرزاوي وكان الشيخ قاسم القيسي يحب ان يسمع منه قراءة القران الكريم على نغمة التوريز. كانت قرءة الحافظ خليل إسماعيل حسنة صادقة لوجه الله وليس لهدف الشهرة أو ليقال عنه كذا وكذا للححصول على النفع المادي.
لقب الحافظ
وفي عام (1942م) وجه الأستاذ الكبير نشأت السنوي دعوة إلى دار الإذاعة يدعوهم فيها إلى الرعاية والعناية بالمقرئين في دار الإذاعة والى توجيه الدعوة لجميع المقرئين في الإذاعة للحضور إلى ديوان مديرية الأوقاف لإجراء الاختبار والامتحان لمن يستحق إن يلقب بلقب الحافظ لأن كلمة الحافظ تعني معرفته لعلوم القرآن الكريم.. وبعد إجراء الاختبار والتمحيص لم يكن موفقاً بذلك سوى الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ سيد الجوادي وهو موصلي الذي كان مقرئاً آنذاك في دار الإذاعة. لذا فان الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ خليل إسماعيل الذي نحن بصدده لم ينل لقب الحافظ اعتباطاً أو مجرد صدفة بل ناله بجدارة واستحقاق عاليين وقد وصفه الأستاذ الكبير محمد القبانجي بان الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ خليل إسماعيل (بستان الأنغام العراقية الأصيلة) حيث ان نغم ومقام الزنكران لم يجرؤ أحد من المقرئين ان يقرأه أبدا إلى يومنا هذا لصعوبة أدائه وترتيله في احسن حاله، ولكن الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ إسماعيل يقرؤه بكل إتقان ودقة متناهية. وفي عام (1951 م) عندما زار شيخ المقرئين عبد الفتاح الشعشاعي، قال بحقه إني لم اطرب ولم أكن اسمع مثل الشيخ المقرئ الحافظ خليل وهذا التصريح مثبت في الصحف البغدادية التي نشرت هذا القول للشيخ الشعشاعي.
محطات في حياته
الحافظ خليل يحمل ابنه في الخمسينيات من القرن الماضي
وفي عام (1961م) سافر الشيخ المقرئ المرحوم إلى القدس الشريف، وقد قرأ في حرم القدس الشريف ونال إعجاب المستمعين هناك. وفي عام (1979م) وجهت له دعوة من وزارة الأوقاف العراقية للسفر إلى الكويت لقراءة القرآن الكريم خلال شهر رمضان وهناك أجريت له مقابلات تلفزيونية وصحفية كثيرة وكان المقرئ الوحيد الذي مثل العراق أحسن تمثيل ونال استحسان كل من معه هناك لأن القراءة العراقية ذات شجون في عالم التلاوة القرآنية. وكان قد سجل القران الكريم كاملا مرتلا وعلى النغمات وقرا القران في عدد من الدول العربية والإسلامية ومنها المسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الاقصى وجامع السيدة زينب في دمشق. وكانوا يعجبون به اشد الإعجاب
وفاته
وفي مطلع عام (2000) اشتد عليه مرضه ولم يمهله طويلاً، فدخل دار التمريض الخاص في 23-1-2000م واجريت له عملية غسل لكليته، وبقي على هذه الحالة إلى يوم 3-7-2000م عندما دخل المستشفى لغسل الكلية للمرة السادسة والأخيرة، وقد وافاه الاجل المحتوم بعد ظهر يوم الاربعاء 5-7-2000م وفي صباح اليوم التالي شيعت بغداد فقيدها الغالي من جامع المعز تشييعاً مهيباً إلى مثواه الأخير في مقبرة الكرخ في ابي غريب، يتقدمهم اصحاب الفضيلة العلماء والاحباب والكتاب والشعراء ولفيف من المقرئين وجمع غفير من المواطنين الذين أتوا ليشاركوا مصابهم الاليم وهكذا انتقل الفقيد إلى الرفيق الأعلى واقيم مجلس العزاء على روحه الطاهرة من قبل اسرته في جامع عادلة خاتون في بغداد، فهنيئاً لمن افنى حياته في ظل كتاب الله كما قال الله : ((وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)).


اشترك في قناتنا على يوتيوب



بحث هذه المدونة الإلكترونية

اقسام المدونة

كن من المشاركين والمعجبين

جميع الحقوق محفوظة © 2011 بستان الأنغام | المدونة تعمل تحت منصة: Blogger